الأربعاء، 9 فبراير 2011

الضغط علي الزناد .. نهاية العناد !!

بقلم : محمد أبوكريشة(جريده الجمهوريه )

Mabokraisha@hotmail.com

Mabokraisha@yahoo.com
المنحوس منحوس.. لاشك في ذلك.. وقليل البخت يلاقي العضم في الفشة أو الكرشة.. أوقليل البخت عضه الكلب في مولد.. ونحن في مولد وصاحبه غائب ولا ندري إن كان تحت القبة شيخ أم شبح.. ولا ندري أي شيخ أو ولي صالح أو شيطان مريد نصبنا من أجله الذكر أو الحضرة.. ولا ندري أي الطرفين سيقول: "أي" - فكل طرف أصبعه تحت ضرس الآخر.. وكل طرف يعض انتظاراً لتوجع الآخر واستسلامه.. وكل طرف غرس قدميه في الأرض لا يريد أن يتزحزح.. وسقف المطالب آخذ في الارتفاع مع الوقت. وسقف الاستجابة أو التنازل آخذ في الانخفاض.. والضباب آخذ في الانتشار في سماء الأحداث حتي انعدمت الرؤية تماماً وعز التحليل والتعليق علي الأحداث.. واتسعت مساحة الألغاز والشائعات مع اتساع مساحة الفراغ.. واتساع الفجوة بين طرفي أو أطراف المعادلة.. ولست أدري سبباً أو مبرراً لإسقاط خيار التفاوض.. فقد تفاوضنا ومازلنا مع ألد أعدائنا دون أن نمل أو نزهق. والتفاوض أولي بين الأهل وأبناء الوطن الواحد.. لقد تفاوضنا من أجل سلام لا يأتي أبداً مع إسرائيل.. فأي غضاضة في أن نتفاوض من أجل سلامة الوطن الذي لا شك في أن كل الأطراف تريد له الخير والاستقرار من وجهة نظر كل طرف؟!.. ومادام الهدف واحداً. فلماذا استبعاد أي وسيلة توصل إليه؟!.. لماذا لا نسقط من أجنداتنا دعوات الإقصاء والاستبعاد والرحيل والنبذ. مادام هدفنا واحداً؟!.. الذين يطالبون بالاستبعاد والنبذ والإقصاء ليست لديهم أجندات وبرامج بالتأكيد.. والذين يطالبون بالإقصاء ليسوا ديمقراطيين رغم أنهم يرفعون شعارات الديمقراطية.. والذين يتجاهلون ليسوا ديمقراطيين رغم أنهم يرفعون أيضاً شعارات الديمقراطية.. ولا إصلاح بالإقصاء ولكن الإقصاء يؤدي إلي الفراغ وفتح باب أو أبواب الشيطان.. وفتح سراديب المجهول الذي لا يعلم أحد كنهه. أو طبيعته.. وإحساس كل فريق بأنه سينتصر في نهاية المطاف. إحساس مزيف لأنه ناجم عن استقراء خاطئ للأحداث.. هناك طرف يري أن الآخر يتراجع.. وهناك طرف يري أن الآخر سوف يزهق ويمل أو أن زوبعته في فنجان.. لذلك يتمترس كل طرف نتيجة قراءته المغلوطة. والبلد هو الضحية في البداية والنهاية.
نحن إذن ضحايا ديكتاتورية طرفين كل منهما يرفع شعار الديمقراطية..
بين ديكتاورية المحافظين وديكتاتورية الثائرين والمطالبين بالتغيير.. وكل طرف يحاول خطف الشارع أو الناس أو البلد.. وأخطر الديكتاتوريات هي تلك التي يكون فيها القول ديمقراطياً. والفعل ديكتاتورياً. استبدادياً. إقصائياً.. والفقراء في بلدي رهائن في كل الأحوال وضحايا في كل وقت.. فهم ضحايا الإصلاح وضحايا الإفساد في الأرض.. هناك من يبرر السلب والنهب والبلطجة والتخريب بأن الأمر لا يستدعي القلق والغضب. فقد كنا منهوبين من قبل عن طريق الأغنياء.. واليوم ينهبنا الفقراء. سكان العشوائيات.. يعني اختلف الناهبون والنهب واحد.. وهناك من يري أنها ثورة الجياع "خللي الجعانين ياكلوا".. وهي أفضل في رأيه من ثورة المتخمين "الشبعانين".. وكم من الجرائم في وطننا ترتكب باسم الثورة.. وكم من الجرائم ترتكب باسم الاستقرار والاستثمار والشفافية والنزاهة.. حتي صارت كل الكلمات الجميلة في بلدي سيئة السمعة وقبيحة.
ويبدو أن حظنا العاثر كتب علينا أن نكون دوماً بين نهبين.. وبين فسادين.. وبين بلطجتين.. وبين نارين.. وبين مُرين.. فإما فساد المتخمين. أو فساد الجياع.. فساد المحافظين وفساد الثائرين.. كتب علينا أن نستجير من الرمضاء بالنار.. نحن أبناء هذا الشعب ضحايا في كل الأحوال ولن نكون يوماً رابحين.. لذلك ترسخت لدي المصريين علي مر العصور ثقافة "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش".. أي الغُلب والهم والفساد الذي ألفته وعرفته وتعايشت معه أفضل من فساد مجهول قادم.. لقد رسخ في أذهاننا أن القادم دائماً أسوأ وأن الجديد أقبح وأن التغيير أظلم وأطغي.. لذلك نحافظ علي الوضع السييء خوفاً من الأسوأ.. ونتجرع المر خوفاً من الأمر.. ونقول للمر والعلقم "اللهم ديمها نعمة واحفظها من الزوال".. نخاف من أن نتمرد أو "نتمرد" علي الفاسد حتي لا يعاقبنا اللَّه بالأكثر فساداً.
لست متفائلاً مما يحدث لأن كل طرف يتمترس حول ديكتاتوريته ويراهن علي نصر لن يأتي.. وأري أن انتصار أي طرف فيه هزيمة للوطن إذا جاء الانتصار نتيجة للعناد والتمترس والتشبث.. أما إذا اعتمدت الأطراف خيار التفاوض فإن الكل منتصر.. والوطن أيضاً سينتصر.. لابد للحكومة أن تعترف بأن هناك شارعاً جديداً لديه مطالب ينبغي أن تحترمها وتستمع إليها وجهاً لوجه بلا إقصاء أو تجاهل.. ولابد للشارع الجديد أن يعترف بأن هناك سلطة ونظاماً له إنجازاته وله إخفاقاته.. وله احترامه وينبغي عرض المطالب عليه وجهاً لوجه بلا غوغائية ولا دعوات للإقصاء والإبعاد والشطب.
* * * *
الشطب لا يحتاج إلي عبقرية أو إبداع أو فهم.. أي طفل وأي جاهل وأي حمار يستطيع أن يشطب. ويلطخ. لكن الإثبات والكتابة يحتاجان إلي إبداع ورؤية وفهم وعلم..
أي عابر سبيل يمكنه أن يقول: لا أريد.. لكن الفاهم والواعي والمدرك هو الذي يعرف ماذا يريد.. هو الذي لديه البرنامج البديل.. ونحن جميعاً نستوي في القدرة علي الرفض.. لكن بعضنا فقط لديه الطرح البديل.. والطرح البديل ليس استبداداً ولا ديكتاتورية. ولكنه يعتمد علي الحوار والتفاوض.. وهما خياران يرفضهما حتي الآن الطرفان.. طرف الشارع وطرف الحكومة.. وكل طرف سحب سفيره لدي الآخر ولا يريد أن يعترف به.. وهذا هو مكمن الخطر. وسبب الخوف علي الوطن.
وهذا التمترس والتشبث والعناد يؤكد أن الوطن ليس في رأس أحد.. لذلك يراد لنا أن نبقي رهائن وأن نظل مخطوفين وأسري يقتلنا الخوف علي يومنا وغدنا وأولادنا وأرزاقنا..
وأن نظل مخنوقين ومزنوقين بحظر التجول.. وحظر التبول حتي يقول كل منا "حقي برقبتي".. "هاتوا أي حاجة وخلصونا".. والمصري في هذه الظروف الصعبة مخطوف ومضروب في الثالوث الأهم لدي كل إنسان.. فهو ليس آمناً في سربه. ولا معافي في بدنه. ولا عنده قوت يومه.. لذلك يصرخ ويستغيث ويستنجد ولا مغيث.. لذلك يقول: "خلصونا.. أي حاجة والسلام".. وأكاد أقطع بأن هذا الرعب الذي نحن فيه مقصود حتي نزهق.. وننقلب علي أي من الأطراف المتمترسة. وننضم إلي أي منها.. فنحن وحدنا الذين يخنقهم حظر التجول.. ويزنقهم حظر التبول.. أما المتظاهرون فهم طلقاء.. وكذلك الحكومة طليقة.. نحن وقود معركة لا نشارك فيها.. ونحن أسري حرب لسنا جنودها.. نحن ضحايا بقاء الوضع علي ما هو عليه.. وضحايا تغييره.. والوطن هو الضحية الأكبر في هذا الوضع السييء الذي لا أري له نهاية.. كل طرف يتمسك بمواقفه.. وتحرك أي طرف من مواقعه يعني المواجهة المميتة. ويعني الخراب والدمار.. والحل أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق للتفاوض والاتفاق.
الحل أن يقتنع كل الأطراف بأنهم شركاء. لا أعداء.. أن يقتنع الجميع بأن الكل شرفاء وليسوا خونة ولا عملاء.. أن يقتنع الجميع بأن العناد هو الأخ الشقيق للغباء.. فاستمرار هذا الوضع السييء يعني أنه متجه إلي المواجهة. لا إلي الحل.. وأنه آخذ في التدهور والانهيار.. ولابد أن نتخلي عن هذا البطء القاتل. فالوقت ليس في صالح الوطن.. والرهان علي الوقت رهان خاسر.. ولا أدري إلي متي سنظل ضحايا للقراءة الخاطئة. والاستهانة والعناد والتجاهل.. وليس صحيحاً أن الأمن آخذ في الاستتباب.. وأن الوضع يتحسن.. فتمديد حظر التجول وحظر التبول يعني أن الأمر متدهور وأن الوضع متردي.
عيب جداً استمرار سياسة الضحك علي الذقون. والعقول. والقول إن البلد في حماية أبنائه الآن.. واللجان الشعبية وما إلي ذلك. فهو وضع مرعب وغير طبيعي ويؤكد الفراغ المخيف في البلد.. فالشباب رغم صدق القصد والنية والدور العظيم الذي يلعبونه يرسخون شعار:
"من النهارده مافيش حكومة.. أنا الحكومة".. والإعلام الغبي يمدح وضعاً يجب أن يكون مذموماً.. ويذيع استغاثات تبث الرعب أكثر. ولا تؤدي إلي الشعور بالأمان.. والإعلام الغبي يؤكد دوماً شعار: "نناشد المواطنين.. نهيب بالمواطنين". وهو شعار يرسخ ويؤكد الفراغ. وأن البلد لم تعد فيه حكومة.. وأن علي كل مواطن أن يحمي نفسه "ازاي؟!.. ما اعرفش".
الإعلام عندنا مصمم علي الغباء والأداء "العبيط".. ليس إعلام حل أو فك أزمة. ولكنه إعلام يضاعف الأزمة ويرسخها.. والإعلام عندنا مصمم علي استضافة محللين ومعلقين وصحفيين. لكنه لا يستضيف مسئولين يؤكدون للناس أنهم مازالوا علي قيد الحياة.. الإعلام الغبي يتعامل مع الأزمة كما يتعامل مع مباريات كرة القدم.. بالتحليل والتعليق والوصف التفصيلي.
* * * *
الإعلام عندنا لديه نقص في "اليود" جعله غبياً.. يريد أن يكحلها فيعميها. ويريد أن يضمد جروحها فيدميها.. إعلام يلعب بنفس القواعد الخائبة..
يترك الميكروفون والكاميرا للشيخ محمد حسان أو للمفتي أو لأي رجل دين أو لعادل إمام أو أي فنان آخر.. ونسمع كلاماً من عينة "الماء هو الماء".. بينما دخل الوزراء والمسئولون الجحور كالفئران.. فلا وزير الكهرباء. ولا وزير البترول. ولا وزير التضامن. ولا وزير الصحة. ولا وزير الداخلية.. الناس يريدون قرارات أزمة. لا تحليل أزمة وإفتاء وآراء وتعليقات واتهام للإخوان أو الأخوات أو كفاية أو البرادعي أو أحمد عز.. نحن لا نريد أن نعرف أسباب الأزمة ولكن الناس يريدون قرارات أزمة غير قرار حظر التجول والتبول.. نفس الضيوف في وقت الرحرحة والاسترخاء يظهرون في عز الغلب والأزمة ليقولوا نفس الكلام العبيط.. الأزمة لا تحتاج إلي مجاملات. وتوك شو ومن يحاولون ركوبها من أجل النجومية.. الأزمة تحتاج إلي قرارات شو.. وإجراءات شو.. لكن الإعلام عندنا مصمم علي الغباء.
الإحساس بحظر التجول خانق ويرفع الضغط ويزيد الهواجس وينشر الخوف والرعب.. ماذا لو فاجأ المرض الناس في الليل؟!.. ماذا لو مرض الأطفال أو الكبار؟!.. ماذا لو انقطعت الكهرباء والهواتف وتعطلت المصاعد وتعرض الناس لنزيف أو جروح. أو كسور خطيرة؟!.. لا شيء سوي الموت في السر والدفن بالعافية. ولا عزاء في ساعات حظر التجول.. ولا جنازات.. فنحن هينون جداً علي الجميع.. علي الحكومة وعلي المعارضة.. ولا أحد يفكر فينا.. لا في الرخاء ولا في الشدة.. نحن دائماً جزء من الأزمة. ولسنا جزءاً من الحل
"احنا موش في دماغ حد".. الأطراف المتمترسة حول مواقفها تطالب بالحرية عن طريق حرماننا من الحرية.. نحن رهائن الأزمة ولا أحد يريد أن يتفاوض أو يتحاور.. ليسوا في عجلة من أمرهم.. الأرانب مازالت تدرس وتفكر وتفكر وتستهين بالسلحفاة.. كل شيء يتم علي نار هادئة. نحن وقودها.
قلنا من قبل إنها قد تكون جراحة لابد منها.. وعلينا أن نتحمل آلامها.. ربما هي جراحة ناجحة لإنقاذ مصر من حالة الموات والفساد والعفن والبطء.. لكن الجراحة صعبة والآلام مبرحة..
وفي طريقها إلي قتل المريض المتمدد والمفتوح البطن في انتظار حسم خلافات الجراحين.. وبعد قليل. وعندما يموت المريض سيقال لنا إن الجراحة نجحت ولكن المريض مات.. "احنا عملنا اللي علينا.. البقية في حياتكم".. وساعتها سيقول أهل المريض: ليته عاش مريضاً ولم نعرضه لجراحة قاتلة.
أسوأ ما يمكن أن نسأل عنه الآن: الوطن في قبضة مَن؟!.. هل هو في قبضة المتظاهرين بميدان التحرير.. أم في قبضة الحكومة والسلطة.. أم في قبضة البلطجية وقُطَّاع الطُرق.. أم في قبضة المحللين والمعلقين والفنانين ورجال الدين؟!.. أسوأ هاجس يلح عليّ الآن ويلح علي كثيرين غيري أن البلطجية أصبحوا رجال كل مرحلة.. ورجال كل الأطراف المتصارعة.. أصبحوا الاحتياطي الاستراتيجي الذي يستخدمه المتصارعون ضدنا..
البلطجية موظفون في الحكومة ولدي السلطة.. وموظفون لدي المعارضة ونحن في كل الأحوال زبائنهم.. هناك هاجس بأن البلطجية لا ينطلقون من تلقاء أنفسهم. وإنما هناك من يطلقهم.. البلطجية أبطال الانتخابات وأبطال الثورة والانتفاضة أيضاً.. يقال إن البلطجية والهليبة والنهابين أطلقتهم الحكومة أو السلطة للإساءة لهبة الشباب.. ويقال إن الشباب أو الإخوان أو المعارضة أطلقوهم لإثبات أن الحكومة أو السلطة انتهت وأن البلد في قبضة المعارضين والإخوان.. نفس أسلوب المماليك عندما كانوا يتصارعون معاً فيطلقون البلطجية ضد بعضهم.. فهذا الوطن "ما شافش يوم حلو" في كل عهوده لأنه يدار بالبلطجة. وبتراث المماليك العبيد الذين لديهم استعداد لتخريب وتدمير الوطن من أجل مقاعد السلطة.. لديهم استعداد لصناعة المقاعد من الجماجم والأشلاء.. هناك مَن يريد أن يصنع الفوضي ليحكم.. لكن المعبد سينهار علي جميع الرءوس وعلي رءوس الجميع.
* * * *
نحن جميعاً ديكتاتوريون "فيها أو نخفيها".. أنا أو أنت لكننا لا نتحاور ولا نتجاور.. ولو أننا قوم ديمقراطيون لكانت تلك الأزمة فرصة ذهبية لمصالحة وطنية شاملة لا تقصي أحداً ولا تستثني أحداً.. فرصة ذهبية للتخلص من الاستعلاء والتعالي والتوجس والتخوين والتهميش.. فرصة تاريخية لتبادل الاعتراف والتخلص من الطائفية. والفئوية. والمذهبية.. كان يمكن أن تكون الأزمة مخاضاً لميلاد المواطنة كفعل لا كشعار.. ومازال الوقت متسعاً لذلك.. إن الأزمة اختبار حقيقي لإيماننا بالمواطنة كفعل لا كشعار.. فرصة للتخلي عن العناد الأخ الشقيق للغباء.. فرصة للتخلص من مبدأ عدم قبول الضغط.. فلابد أن تقبل الحكومة ضغط الشارع.. والتنازل عن الرأي للشارع شرف وليس عيباً ولا سُبَّة. ولا جُبناً.. وليس ضعفاً يؤخذ علي الحكومة.. بل إن قبول ضغط الشعب قوة وعظمة. وشرعية وديمقراطية.. أما العناد فينتهي دائماً بالضغط علي الزناد!!
* * * *
نظرة:
الأطفال يكتئبون في أوقات حظر التجوال.. ولا تجدي محاولات إبعادهم عن الحدث.. يشعرون بالخوف في عيوننا فتنتقل إليهم العدوي.. معدل الجريمة والبلطجة هو هو لا يتغير في أوقات حظر التجوال.. وفي الأوقات العادية.. بل ربما تكون الجريمة أقل في أوقات حظر التجوال.. لكن الحرية لها طعم آخر..
الإنسان يستطيع التعايش مع الخطر في وقت الحرية.. لكنه يكره الأمان عندما يفقد الحرية.. ومصر التي كانت واحة للأمن والأمان صارت تحت حصار الخوف وانتظار المجهول.. أشعر بأن المحروسة صارت محروثة.. أشعر بأنها أدمنت ثياب الحداد.. التي تبلي وتتغير قماشتها لكن لونها الأسود لا يتغير أبداً..
يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.
حظر التجول من تلاتة العصر
والخوف معانا في كل كوخ أو قصر
حملك تقيل يا بلد. صابرة ومحروسة
ولإمتي راح تلبسي توب الحداد يا مصر؟!

ليست هناك تعليقات: